نيويورك ـ لندن ـ عمان ـ ‘القدس العربي’ ـ وكالات: قال دبلوماسيون غربيون إن الولايات المتحدة قررت تسليح المعارضة وتدرس اقامة منطقة حظر جوي في سورية – في اول تدخل محتمل لها في الحرب المستمرة منذ عامين – وذلك بعد ان قال البيت الابيض ان سورية تجاوزت ‘الخط الاحمر’ باستخدامها غاز الأعصاب.
وقالت السفيرة الأمريكية سوزان رايس ان غاز السارين استخدم على نطاق محدود في مناسبات متعددة ضد المحتجين. ولم تقدم رايس أية تفاصيل أخرى.
وأضافت رايس أن واشنطن ليس لديها دليل ‘موثوق به ونتاج تعاون’ يفيد بأن المعارضة استخدمت أسلحة كيميائية.
وبعد أشهر من المداولات قالت ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما انها ستمد المعارضة المسلحة بالسلاح بعد ان حصلت على دليل على ان الحكومة السورية استخدمت الاسلحة الكيماوية.
وقال دبلوماسيان غربيان رفيعا المستوى ان واشنطن تدرس اقامة منطقة حظر طيران قريبة من الحدود السورية الجنوبية مع الاردن.
وقال دبلوماسي ‘واشنطن تدرس اقامة منطقة حظر طيران لمساعدة معارضي الاسد’. وقال ان المنطقة ستكون محددة ‘فيما يتعلق بالوقت والمنطقة وعلى الارجح ستكون قرب الحدود الاردنية’ لكنه لم يعط مزيدا من التفاصيل.
وتحتاج اقامة منطقة حظر طيران من الولايات المتحدة تدمير الدفاعات الجوية السورية المتطورة التي حصلت عليها دمشق من روسيا وهو ما يدخلها في الحرب بنفس الطريقة التي تدخل بها حلف شمال الاطلسي للمساعدة في الاطاحة بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي قبل عامين. وتقول واشنطن انها لم تستبعد هذا الامر لكن القرار ليس ‘وشيكا’.
وقال بن رودس نائب مستشار الامن القومي الامريكي ‘لم نتخذ اي قرار بشن عملية عسكرية مثل اقامة منطقة حظر طيران. ولدينا مدى من خطط الطوارىء التي وضعناها’.
واضاف ‘منطقة حظر الطيران ستحمل معها كلفة هائلة ولا نهائية بالنسبة للولايات المتحدة والمجتمع الدولي. ومن الاعقد بكثير القيام بمثل هذا المجهود على سبيل المثال في سورية عما كان عليه الامر في ليبيا’.
وأي من هذه الخطوات ستواجه ايضا بحق النقض (الفيتو) الذي تتمتع به روسيا الحليفة للاسد في مجلس الامن الدولي. وانكر الكرملين الدليل الذي اتت به الولايات المتحدة على استخدام الاسد لغاز الاعصاب ضد معارضيه.
وقال يوري يوشاكوف كبير مستشاري الرئيس الروسي للشؤون الخارجية ‘سأقول صراحة ان ما قدمه الامريكيون لا يبدو مقنعا لنا’.
وقال نائب في حزب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة ان ادعاءات الولايات المتحدة بان الرئيس السوري بشار الاسد استخدم الاسلحة الكيميائية ضد المتمردين في سوريا ‘مفبركة’.
وتقول الحكومة السورية ان قوات المعارضة هي التي تستخدم الاسلحة الكيماوية ووصفت البيان الامريكي بأنه عامر بالاكاذيب.
وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان ان البيت الابيض اعتمد على معلومات ملفقة حتى يحمل الحكومة السورية مسؤولية استخدام مثل هذه الاسلحة رغم سلسلة البيانات التي أكدت امتلاك ‘جماعات ارهابية في سورية لاسلحة كيماوية’.
وقالت فرنسا إن اقامة منطقة حظر طيران ستكون ضربا من المستحيل دون ترخيص من مجلس الامن الدولي وهو ما يجعل الامر مستبعدا في الوقت الحالي.
لكن واشنطن اتخذت في هدوء خطوات تجعل من الامر اكثر سهولة اذ قامت رسميا بتحريك أنظمة صواريخ باتريوت ارض جو وطائرات حربية واكثر من اربعة آلاف جندي إلى الاردن خلال الاسبوع المنصرم في اطار مناورة سنوية لكنها اوضحت ان هذه القوات ستبقى في الاردن حتى بعد انتهاء المناورات العسكرية.
وانضم الالاف من المقاتلين المدربين من حزب الله اللبناني الموالي لايران إلى الحرب في جانب الاسد خلال الاسابيع الاخيرة وساهموا قبل ايام في استعادة الحكومة السورية السيطرة على بلدة القصير الاستراتيجية.
وتقول حكومة الاسد ان قواتها تستعد الان لشن هجوم كبير على حلب اكبر المدن السورية التي تسيطر قوات المعارضة المسلحة على معظم انحائها منذ العام الماضي.
وقال نشطاء ان هجوما ضاريا على اجزاء من حلب وريفها بالقرب من الحدود التركية وقع خلال الليل مما اعتبر من اعنف الاشتباكات منذ اشهر.
الى ذلك قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لصحيفة إسرائيلية تصدرها حركة ‘حباد’ اليهودية إنه لا ينبغي على إسرائيل أن تقلق من بقاء نظام الرئيس السوري بشار الأسد وان البديل لهذا النظام هو الفوضى وحكم راديكالي متطرف.
ونقلت صحيفة ‘هَموديّاع′، التي تصدر في القدس الغربية، الجمعة عن بوتين قوله خلال زيارة لمتحف يهودي في موسكو، إن ‘البديل لنظام الأسد هو الفوضى التي ستسود في المنطقة وهذا أمر ليس جيدا لإسرائيل ولا للعالم’.
وأضاف بوتين، الذي قالت الصحيفة انه تحدث إلى موفدها إلى موسكو، أن ‘الأفضل لإسرائيل أن يكون لديها عنوان في الشمال من أن تسود حالة فوضى وانتقال الحكم إلى راديكاليين متطرفين’. وفي رده على سؤال حول قلق إسرائيل من تزويد روسيا صواريخ ‘اس-300′ لسورية، قال بوتين إنه ‘لا مكان لقلق مواطني إسرائيل’ حيال ذلك وانه مؤمن بأن ‘الاستقرار سيعود إلى الحدود الشمالية (لإسرائيل) وسيعود الوضع إلى ما كان عليه في الماضي’.