Posted by مهند الواكد on 5 أغسطس، 2015
استخدمت الشرطة التركية الغاز المدمع لتفريق مجموعة متظاهرين تجمعت خارج السفارة الأميركية في العاصمة التركية أنقرة، في حين أحيل 13 شخصا للمحكمة بتهمة إثارة أعمال شغب، وذلك بعد تحذيرات من رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان للمحتجين.
ورشق المحتجون الشرطة التي حاولت تفريقهم بالحجارة في ساعة مبكرة من صباح اليوم. في حين استخدمت الشرطة كمية كبيرة من الغاز المدمع وخراطيم المياه لتفريق مظاهرة ضمت آلاف الأشخاص في ساحة كيزيلاي وسط أنقرة في اليوم العاشر للحركة الاحتجاجية المناهضة للحكومة، مما أسفر عن إصابة شخصين على الأقل.
وبعد تدخل الشرطة بدأ المتظاهرون بالانسحاب، ولكن الشرطة واصلت تفريق المحتجين حتى جادة تونس بين ساحة كيزيلاي وكوغولو اللتين تعتبران مكانين للمظاهرات في أنقرة، وقالت وكالة أنباء الأناضول الرسمية إن الشرطة احتجزت أربعة أشخاص بينهم إيراني.
بالتزامن مع ذلك خفف اليوم منبر التضامن مع تقسيم (الجهة المنظمة الرئيسية التي تمثل حركة الاحتجاج المستمرة في غيزي) في بيان مطالبه، واكتفى بدعوة الحكومة إلى التخلّي عن خطتها لإنشاء مركز تجاري في المتنزه.
ولم يطالب المنبر باستقالة جميع المسؤولين عن قمع الشرطة للمحتجين بينهم حاكم إسطنبول، وركّز على إبقاء المتنزه كما هو من دون مسّ أي شجرة من شجراته، وأصر على رفضه لخطة بناء أنفاق في تقسيم. كما دعا إلى التحقيق مع شركة كاليون للبناء في اتهامات بتدمير الجسور وقطع الأشجار حول الموقع والذي وصفه بأنه غير قانوني.
مقاضاة محتجين
وفي السياق نفسه، ذكرت وكالة دوغان التركية أن 13 شخصاً أوقفوا اليوم الاثنين وأحيلوا فوراً إلى المحكمة لاتهامهم بإثارة الشغب عبر تويتر وفيسبوك خلال مظاهرات في أنقرة احتجاجاً على إزالة منتزه غيزي، وبتنظيم مجموعات لإلحاق الضرر بالأماكن المحيطة ورشق الشرطة بالحجارة.
وذكرت وسائل إعلام تركية أن المشتبه فيهم يواجهون تهم إثارة المحتجين عبر موقعي فيسبوك وتويتر أثناء الاحتجاجات في حديقة جيزي بميدان تقسيم في إسطنبول، وقد اعتقلوا اليوم وأحيلوا إلى المحكمة عقب توقيع الكشف الطبي عليهم. ولا يزال التحقيق مستمرا.
تحذيرات أردوغان
من جانب آخر حذر رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان المحتجين, وشبه هذه الاضطرابات بمحاولة قام بها الجيش قبل ست سنوات للحد من سلطته, مؤكدا أن لصبره حدودا.
وقال أردوغان عند وصوله إلى مطار أنقرة حيث احتشد أنصاره "تحلينا بالصبر وسنتحلى به، ولكنّ للصبر حدودا". وأضاف "لن نُحاسب أمام مجموعات هامشية بل أمام الأمة.. الأمة أوصلتنا إلى الحكم وهي وحدها من ستخرجنا منه".
وجدد أردوغان تذكير خصومه بموعد الانتخابات البلدية في مارس/آذار 2014 قائلا "اصبروا سبعة أشهر إضافية بدل احتلال (حديقة) جيزي (في إسطنبول) أو (حديقة) كوغولو (في أنقرة).. تتحدثون عن الديمقراطية والحريات والحقوق، لكنكم لن تحصلوا عليها بالعنف بل بالقانون".
في هذه الأثناء، رأى حزب الخضر الألماني المعارض أن أردوغان يعرض سلطته للخطر بسبب سياسته الرافضة للتوصل إلى حلول وسط مع المتظاهرين المعارضين لحكومته.
وقال رئيس الحزب سيم أوزدمير المنحدر من أصول تركية، في تصريحات لإذاعة برلين براندبورغ الألمانية، إن نموذج الحزب الحاكم في تركيا "حزب العدالة والتنمية" يقوم على النجاح الاقتصادي.
وأوضح أوزدمير أن حكومة حزب العدالة والتنمية معرضة للخطر إذا انسحب المودعون الأجانب ولم يعد النموذج التركي نموذجا ناجحا، وقال إن "أردوغان يعرض بسياسته الصارمة حكمه للخطر". وأضاف أن الشرطة والتجريم لن يساعدا أردوغان في التخلص من المتظاهرين.
المصدر:الجزيرة + وكالات