اختُطف رئيس الوفد المفاوض عن حمص
المحاصرة الدكتور أمين الحلواني بعد خروجه من قصر المحافظ أمس السبت، فيما
أكد ناشطون استمرار احترام اتفاق الهدنة في المدينة بين المعارضة المسلحة وقوات النظام، بينما تواصلت الاشتباكات في كل من دمشق وحلب. ونزوح عشرات الآلاف من السكان جراء القتال الدائر بين جبهة النصرة، وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام بمحافظة دير الزور شرق البلاد.
وفي تفاصيل اختطاف الحلواني قال الناشط صلاح الدين الحمصي في
اتصال مع للجزيرة نت من حمص المحاصرة إن محافظ حمص طلال البرازي اتصل مع
الحلواني مساء أمس للحضور إلى فندق السفير في المدينة المحاصرة.
وأوضح الناشط الذي كان شاهد عيان على ما حدث أن مشادة كلامية
بين رئيس الوفد المفاوض وعنصر أمن عند حاجز الشبيبة الواقع قرب دوار المسبح
البلدي بمنطقة الحمرا بحمص أثناء توجه الحلواني للقاء المحافظ بسبب طلبه
إدخال سيارته انتهت بتدخل الضابط المسؤول.
ولدى عودة الحلواني من لقاء محافظ حمص سيرا على الأقدام وفي
منطقة قريبة من الحاجز الأمني الذي أوقفه في طريق الذهاب، قال الناشط إن
بعض الشبيحة نزلوا من سيارة لونها فضي وزجاجها مموه، واختطفوا الحلواني
داخل السيارة التي انطلقت ببطء وسط سماع صراخ رئيس الوفد المفاوض بسبب
تعرضه للضرب، حسب المصدر نفسه.
كما أشار المصدر إلى أن السيارة توجهت تحت مرأى من عناصر
الحاجز الأمني باتجاه سيريتيل وطريق الملعب الرئيسي الذي يقع آخره مقر أمن
الدولة.
من جانبها نقلت وكالة الصحافة الفرنسية السبت عن محافظ حمص
قوله إن "البحث مستمر في استكمال بنود الاتفاق الذي يضمن بالنتيجة استلام
المدينة خالية من السلاح والمسلحين، ونحن قريبون من الحل والتوصل إلى اتفاق
نهائي، كون الأمور قطعت شوطا طويلا".
ووصف المحافظ المفاوضات التي تجري بين ممثلين عن السلطات السورية ووجهاء من أحياء حمص بأنها "تتسم بالجدية".
وسبق أن ذكر ناشطون سوريون ظهر السبت أن اتفاق الهدنة في حمص
لم يسجل أي خروقات، وأشارت مصادر إلى أن اتفاق الهدنة يتضمن إخراج المعارضة
لأسير روسي وإيرانيين.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون أكدوا الجمعة بدء
العمل بوقف للنار تمهيدا لخروج مقاتلي المعارضة من الأحياء المحاصرة منذ
عامين تقريبا.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أحد المفاوضين عن المعارضة
المسلحة قوله إن "المفاوضات دخلت مرحلة جديدة يعنى بها لواء التوحيد، اذ
يتم التفاوض معه من أجل الإفراج عن ضباط إيرانيين يحتجزهم في حلب"، مقابل
السماح "بخروج المقاتلين من حمص سالمين مع ضمانات".
ومن بين ما ينص عليه الاتفاق الإفراج عن نحو 20 مقاتلا
إيرانيا، إلى جانب سيدة إيرانية قبض عليها عناصر المعارضة عند معبر باب
السلامة في مارس/آذار الماضي عندما كانت تحاول تفجير نفسها.
كما ينص على إخراج جميع المحاصرين في حمص القديمة، ويبلغ تعدادهم ما بين 2200 و2400 ينقلون بحافلات.